المحاضرة السادسة :حوار مقتبس من كتاب شرح الزيارة الجامعة الكبيرة
لجنة الدراسات العقائدية في المدرسة الأحسائية في النجف اﻷشرف
باسمه تعالى
دليل العارفين إلى مقامات محمد وآله الطاهرين "عليهم الصلاة والسلام".
بين السائل والمجيب:
الحوارية رقم: :سادس:
حوار مقتبس من كتاب شرح الزيارة الجامعة الكبيرة للشيخ الأوحد الأحسائي "قدس سره":
مقررات ومرجحات أخرى.
السؤال :السادس:: شيخنا الأحسائي الجليل.
هل توجد مقررات ومرجحات أخرى يمكن التمسك بها لإثبات صحة هذه الزيارة المباركة؟.
الجواب: اعلم أن الشيخ التقي العارف، الشيخ محمد تقي؛ قد ذكر في شرحه على الفقيه رؤياً رءاها، في فضل هذه الزيارة، وجعلها من المقرّرات لها والمرجحات.
وصورة ما ذكر قال:
زيارة جامعة لجميع الأئمة عند مشهد كل واحدٍ، ويزور الجميع قاصداً بها الإمام الحاضر، والناۤئي والبعيد، يلاحظ الجميع.
ولو قصد في كل مرة واحداً بالترتيب والباقي بالتبع لكان أحسن كما كنتُ أفعل.
ورأيت في الرؤيا الحقّة تقرير الأمام أبي الحسن علي بن موسي الرضا "عليه السلام" لي، وتحسينه عليه.
ولما وفقني اللّه تعالي لزيارة أميرالمؤمنين "عليه السلام"؛ وشرعت في حوالي الروضة المقدسة في المجاهدات، وفتح الله تعالي عليّ ببركة مولانا "صلوات اللّه عليه" أبواب المكاشفات، التي لاتحتملها العقول الضعيفة.
رأيت في ذلك العالم -وإن شئت قلت:- بين النوم واليقظة، عند ما كنت في رواق عمران جالساً أنّي ب(سُر َّمَن رأي).
ورأيت مشهدها في نهاية الارتفاع والزينة، ورأيت على قبريهما لباساً أخضر من لباس الجنة؛ لأنه لم أر مثله في الدنيا.
ورأيتُ مولاٰنا ومولى الأنام -صاحب العصر والزمان- جالساً، ظهره على القبر، ووجهه إلي الباب.
فلّما رأيته شرعتُ في الزيارة بالصّوت المرتفع كالمَدّاحِين.
فلما أتممتها قال "عليه السلام" نعمت الزيارة.
قلت: مولاي -روحي فداءك- زيارة جدّك، وأشرتُ إلي نحو القبر.
فقال: نعم، أدخل.
فلما دخلتُ، وقفتُ قريباً من الباب.
فقال "عليه السلام": تقدم.
فقلتُ: مولاي، أخاف أن أصيرَ كافراً بترك الأدبِ.
فقال "عليه السلام": لا بأس إذا كان بإذننا.
فتقدمت قليلاً، وكنت خائفاً مرتعِشا.
فقال "عليه السلام": تقدم، تقدم.
حتى صرت قريباً منه.
قال "عليه السلام": اجلس.
قلت: أخاف مولاي.
قال: "عليه السلام": لا تخف.
فلما جلست جِلسة العبد بين يدي المولي الجليل، قال "عليه السلام": استرح، واجلس متربعاً، فإنك تعِبت،َ جئتَ ماشياً حافياً.
والحاصل: أنه وقع منه "عليه السلام" بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة، ومكالَمٰات لطيفة، لا يمكن عَدّها، ونسيت أكثرها.
ثم انتبهت من تلك الرؤيا، وحصل في ذلك اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودة في مدة طويلة، وبعد ما حصل الموانع العظيمة؛ ارتفعت بفضل الله، وتيسر الزيارة بالمشي والحَفاۤء كما قاله الصاحب "عليه السلام".
وكنت ليلة في الروضة المقدسة، وزرت مكرراً بهذه الزيارة، وظهر في الطريق، وفي الروضة؛ كرامات عجيبة، بل معجزات غريبة، يطول ذكرها.
والحاصل: أنه لا شك لي أن هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي "سلام اللّه عليه" بتقرير الصاحب "عليه السلام".
وأنها أكمل الزيارات وأحسنها، بل بعد تلك الرؤيا أكثر الأوقات أزور الأئمة "صلوات اللّه عليهم" بهذه الزيارة، وفي العتبات العاليات ما زرتهم إلّا بهذه الزيارة....
انتهي ما ذكره 'تغمده اللّه برحمته- في شرح الفقيه، أمام شرح هذه الزيارة.
وظاهر كلامه: أن تحقق ثبوتها عنده بهذه الرؤيا، وهو كما ترى.
ووجه تحققها -ما أشرنا إليه-:
:اولاً: من مقبوليتها عند الكل.
:ثانياً: وما اشتملت عليه من الظواهر الزاهرة، والبواطن الباهرة، وخفايا الدنيا والٰآخرة .
السؤال :السابع:: شيخنا الأحسائي الجليل.
ابتدأ الإمام الهادي "عليه السلام" هذه الزيارة بقوله:
إذا صرت بالباب فقف، واشهد الشهادتين:
فماهي دلالات هذه الكلمات المباركة؟.
الجواب: في الحوارية القادمة إن شاء الله تعالى.
يتم إعداد هذه الحوارية بإشراف سماحة الشيخ راضي السلمان اﻷحسائي (أمين عام المدرسة الأحسائية في النجف اﻷشرف).