الشيخ علي نقي بن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي أعلى الله مقامه
ترجمة أحوال
الحكيم الإلهي الطاهر الشيخ علي نقي الأحسائي
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد فهذه ترجمة الشيخ علي نقي ( رضوان الله عليه )
هو الشيخ السديد والحبر الوحيد الحكيم الماهر والنحرير الفاخر المولى الأولى الولي الشيخ علي نقي أولاه الله رضوانه ورفع في الرفيق الأعلى مكانته ومكانة خلف الشيخ الأعظم وأستاذ الكل في الكل الأفخم الطود الفطحل الأمجد الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين الأحسائي (أعلى الله مقامه) ورفع في دار الخلد أعلامه كان عالماً عاملاً زاهداً تقياً نقياً ورعاً محققاً مدققاً له تصانيف في المعقول والمنقول كثيرة وتحقيقات أنيقة مبتكرة .
وقد ذكر في ترجمته المولى العلم العلامة والشيخ الحكيم الفهامة عمدة العلماء المجتهدين وقدوة الحكماء الإلهيين الميرزا محمد تقي الشريف الممقاني ( قدس الله تربته القدسية ) في خاتمة كتابه ( صحيفة الأبرار ) في صفحة 456 ، ما لفظه كتاب نهج المحجة في إثبات الإمامة للشيخ الأعظم والطود الأفخم بقية الأوائل ومجمع فنون العلوم والفضائل علي نقي بن أحمد بن زين الدين الأحسائي المذكور ( أعلى الله مقامهما ) ورفع في الخلد أعلامهما كان ( قدس سره ) من أعظم تلاميذ أبيه جامعاً لجل العلوم العقلية والنقلية حائزاً للكمالات الصورية والمعنوية حاملاً للأسرار وحافظاً للأخبار حتى سمعت جماعة ينقلون عنه أنه كان يقول أحفظ اثني عشر ألف حديث بأسانيدها وله ( قدس سره ) في كل من علمي المعقول والمنقول مصنفات أنيقة متقنة تشهد لصاحبها الغوةص في تيار علم لا يساحل والبلوغ إلى ذروة فضل لا سحاول منها كتابة هذا الذي حوى من التحقيقات الرائقة ما لم يحوه كتابة انتهى .
كان حفظه (رحمه الله) مشهوراً يضرب به الأمثال حتى سمع من أبيه يقول: (علي أحفظ مني) وينقل عنه أنه كان يحفظ من الأحاديث بلا إسناد مالا تحصى مضافاً إلى ما كان يحفظ من الأحاديث بأسانيدها ما سمعت وما كان يتلى عنده من قصائد الجاهلية إلى زمانه إلا كان يأتي بآخرها ويحفظ كثيراً من متون الكتب والرسائل كان ملازماً لوالده (قدس سره) سفراً وحضراً ومقرباً عنده وكان اشتغاله جلاً أو كلاً عنده وعلى يده يلتقط ثمار تحقيقاته ويقتنص شوارد مبتكراته سالكاً جادة أبيه حاذياً حذوه وكان شاعراً أديباً فلاقاً . قال تلميذ أبيه السيد كاظم الحسيني الرشتي في صفحة 283 من شرح قصيدة عبد الباقي أفندي من الطبعة الصغرى ما لفظه ولقد سمعت أنا من الشيخ التقي الصالح العلي الشيخ علي نقي بن شيخنا وأستاذنا (أعلى الله مقامه) وكان من العلماء المبرزين والفضلاء المتبحرين وكان من حملة الأسرار ومن شعره الذي قال في حفظ السر في مقطوعة له إلى أن قال :
وأنت تزعـم فرداً لسـت تكتمه
فكيف يكتم عنك السر اثنان
عندي ثقات فمن سمعي ومن بصري
لكـن فؤادي إوليها بكتمان
الأبيات … إلخ ، وله قصائد غراء في مدح مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) رائيه وبائيه وهائيه مشاله وغيرها أدرج رحمه الله بعضها في كتابه (نهج المحجة) . وكان يلقب ببدر الإيمان كما صرح به تلميذه الآتي ، ذكره خلف كت
ابه (منهج السالكين) بما لفظه هذا الكتاب المستطاب المسمى بمنهاج السالكين خط المؤلف العالم العامل الفاضل الحكيم . العرف الزاهد العابد أستاذنا الأعلم ومقتدانا الأكرم الملقب ببدر الإيمان الشيخ علي نقي … إلخ . وله تصانيف ورسائل في العلوم المتشتة والعلوم الرياضية الغريبة منها :
1/ كتاب نهج المحجة في الإمامة .
2/ منهاج السالكين في الأخلاق المطبوع في تبريز .
3/ رسالة في رد من أعترض على والده في المعاد .
4/ رسالة في قاب قوسين المطبوعة في ضمن الكلمات المحكمات .
5/ رسالة في رد بعض ما قاله الشيخ عبد الكريم الجيلاوي .
6/ رسالة في موسى والخضر .
7/ كتاب واضح المنار في علم الأسرار .
8/ رسالة العلم .
9/ ديوان يحتوي على مديح ورثاء ومواعظ وحكم المطبوع في طهران .
10/ كشكول جزئين نفيس ينوف على عشرة آلاف بيت تقريباً فيه من العلوم الغريبة من الجفر والرمل والمولود الفلسفي وفوائد كثيرة ومجربات من بعض الأدوية النافعة والعوذ والرقي وغير ذلك وجدته بقلمه واستنسخت
منه كثيراً من فوائده هذا ما عثرنا عليه من كتبه ورسائله ، وله تصنيفات أُخر في المعقول والمنقول ما عثرنا عليها وكان (رحمه الله) وصى والده المرحوم وهو الذي صلى عليه وجهزه ورجع إليه أغلب تابعي والده ومقلديه وعاش بعده مدة خمس سنوات واحد عشر يوماً لأنه (رحمه الله) على ما أرخ تلميذه الفاضل العارف الألمعي الشيخ محمد تقي بن الشيخ عبد الرحيم المازندراني (رحمه الله) خلف كتاب (منهاج السالكين) المذكور الذي هو بقلمه وهو موجود في مكتبتنا في شهر ذي الحجة من سنة 1246 من الهجرة ، وهذا نص تلميذه خلف الكتاب المذكور قال (رحمه الله) تاريخ وفات مولاي وسيدي وسندي الحكيم العارف الزاهد المرحوم المغفور له الشيخ علي نقي بن المرحوم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي صبح يوم الأحد الثالث والعشرين من ذي الحجة الحرام سنة 1246 من الهجرة النبوية على مهاجرها وآله ألف الصلاة والسلام في كرمانشاهان ودفن في خارج البلد في الطريق الذي يروحون منه إلى كربلاء العالية بوصية منه لأنه كان ممن لا يجوز نقل النعش من بلدة إلى أخرى ومات (قدس سره) بمرض الطاعون فإنا لله وإنا إليه راجعون … إلخ .
وتوفي والده الشيخ أحمد بن زين الدين بنصه في آخر الرسالة المعادية في الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة (1241هـ) قال (قدس سره) لأنه أي والده قبض بالثاني والعشرون من ذي القعدة سنة (1241هـ) بمنزل يقال هدية قب
ل المدينة المنورة بثلاثة منازل ونقل إلى المدينة ودفن في البقيع تحت الميزاب خلف الحائط الذي فيه أئمة البقيع (عليهم السلام) مقابل بيت الأحزان بيت الزهراء (عليها السلام) وكان ذلك من كرامة الله له رفع الله مقامه لأن من كان مع الحاج الشامي لا يمكن نقله ولكن الله سبحانه أراد إكرامه بمجاورة رسوله وآله ( عليهم السلام ) فأخفى أمره من أعداء الدين والحمد لله رب العالمين هذا آخر كلامه وآخر رسالته فبملاحظة التاريخين يعلم أنه ( رحمه الله ) ما عاش بعد والده إلا مدة ما ذكرناه ولم يعقب رحمة الله لا ذكراً ولا أنثى وله من أبيه ( قدس سره ) إخوان اثنان هو ثالثهم وأوسطهم وكلهم كانوا علماء فضلاءاً أتقياءاً أبراراً كملين الشيخ محمد تقي والشيخ عبد الله وهذا الثاني هو أخوهم الأصغر عاش بعد والده المرحوم مدة يسيرة ولحق أباه رحمه الله وله ترجمة لأحوال والده مفصلاً وترجمت باللغة الفارسية وطبعت مرتين مرة في طهران في رسالة ( جهار دهي ) وثانية في تبريز في رسالة ثقة الإسلام الميرزا محمد المرحوم التبريزي ( رحمه الله ) .
وأما الشيخ محمد تقي ( قدس سره ) فهو أكبرهم وأقدمهم وله تصانيف في المنقول والمعقول توفي زمان والده المرحوم من تصانيفه كتاب جواهر العقول في تقرير قواعد الأصول كتاب جليل يشهد لصاحبه الغوص في تيار علم لا يساحل والبلوغ إلى ذروة فضل لا يحاول عثرنا في بغداد على الجزء الثاني من الكتاب المذكور جواهر العقول في مكتبة السيد الفاضل الجليل الأستاذ النجفي دام علاه بقلم مصنفه وفي ظهر الكتاب تقريض وتمجيد من والده الأوحد الشيخ أحمد بن زين الدين ( أعلى الله مقامهما ) بقلمه وختمه وهو هذا عيناً صورته ارتساماً .
وأيضاً قال الأوحد في ترجمة أحوال شخصه ( وكان ممن تفضل علي عز وجل أن رزقني ذرية كرمهم الله بالعلم وكان كبيرهم سناً وعلماً هو الابن الأعز محمد تقي أعزه الله وهداه وجعلني من المنية فداه التمس مني أن أذكر بعض أحوالي إلخ فذاك التقريض وهذه الكتابة أليس يكشفان عن مودة راسخة فائقة ومحبة عميقة خارقة فوق علقة الأبوة والبنوة حتى طلب الأب من خالقه جعل نفسه فداه عن منية ولده فلو كان الولد منكراً على أبيه وعلى خلاف طريقته كيف ساغ ذلك التمجيد والتضخيم من ذلك الوالد المعظم وقد مات الولد قبل الوالد ولم يبق بعد والده حتى يقال أنه ربما كان الإنكار بعد رحلة الوالد إن هو إلا كلام مختلق من ضمائر مريضة وصدور مغشوشة عصنا الله من زلل الأقلام وخطل الأوهام .
وكل هؤلاء الأولاد الثلاثة ( رحمهم الله ) لم يعقبوا لا ذكراً ولا أنثى وكلهم كانوا على منهاج والدهم المرحوم مرضيين مقربين عند والدهم مطيعين منقادين له أشد الأنقياد مسلمين له تسليم الرعايا والمماليك لمولاهم لا الأبناء لآبائهم ما بلغنا إلى يومنا هذا من أحد إن واحداً منهم خالف أباه أو رد واعترض عليه وخرج من طاعته وأتباعه أبداً ولم ينقل لنا شيء من ذلك مع كمال إطلاعنا على أحوالهم وشدة تفحصنا عنهم .
ومما ذكرنا في أحوالهم تعرف أنََّ ما ذكره الفاضل المعاصر السيد محسن الأمين العاملي سلمه الله سبقه في كتابه أعيان الشيعة في الجزء الثامن من المجلد التاسع في ترجمة والدهم المرحوم وذكر أولاده .