العلامة الشيخ أحمد بن فهد الأحسائي (قدس سره)
مختصر سيرة العلامة شهاب الدين
الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الأحسائي
اسمه: شهاب الدين؛ أحمد بن محمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد المقرئ المضري الأحسائي القاري.
نسبته: (الأحسائي):نسبةً إلى الأحساء -بالفتح والمدّ- وهي مدينة كبيرة في شرق الجزيرة العربية.(القاري):نسبة إلى قرية القارة (إحدى قرى الأحساء الشرقية)، وهي قرية كبيرة معروفة، وإليها يُنسب الجبل المشهور بـ(جبل القارة)؛ لكونها أكبر القرى المُجاورة له، ولأن قطعة منفصلة عن الجبل الكبير تقع في وسط القرية.
مولده ونشأته: وُلد العلامة ابن فهد الأحسائي (قدس سره) أواخر سنة: (700هـ)، وغالب الظن أنه وُلد في قرية (القارة) من قُرى الأحساء؛ لأنها موطنه، وبها قضى أيام شبابه.
سفره لطلب العلم: هاجر من الأحساء إلى العراق، واستوطن (الحلة) لغرض تحصيل العلوم الدينية.
من أساتذته: من أبرز أساتذته الشيخ العلامة الجليل جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن المتوج البحراني(قدس سره)، الذي كان يروي عن العلامة الحلي، وقد حضي من أستاذه هذا على الإجازة سنة:(802هـ).
من مؤلفاته: ما نقله لنا التأريخ مجموعة من المؤلفات القيِّمة والغنيِّة رُغم قلَّتها، وهي ما يلي:
1) خلاصة التنقيح في المذهب الحق الصحيح(شرحٌ لإرشاد العلامة الحلي)، وقد طُبعت بعض أجزائه مؤخراً.
2) عدة الداعي (في الأدعية والزيارات).
3) كفاية الطالبين في أحوال الدين.
4) الوسيلة في فتح مقفلات القواعد.
5) النهاية في خمسمئة آية؛ التي عليها المدار في الفقه.
6) الناسخ والمنسوخ. (شرحه: عبد الجليل القاري، سنة: 976هـ).
7) رسالة أدبية، (من روائع الأدب المنثور الأحسائي لزمن المؤلف)، وهي على شكل قصة، صوَّر من خلالها صراع المؤمن بين جنود الإيمان وقوى الشر، وسنعمل على طباعتها قريباً إن شاء الله.
سميُّه ومُعاصره: قال الشيخ يوسف البحراني: (ومن غريب الاتفاق ما ذكره بعض أصحابنا.. قال: واعلم أن ابن فهد هذا وابن فهد الأسدي [الحلي] المشهور متعاصران، ولكل منهما شرح على إرشاد العلامة، وقد يتحد بعض مشايخهم أيضاً، ومن هذه الوجوه كثيرا مايشتبه الأمر فيهما، ولا سيما في شرحيهما على الإرشاد)[الكشكول،ج1،ص303].
ضريبة الاشتراك في هذه التسمية: لقد دفع العلامة ابن فهد الأحسائي ضريبةً كبيرةً جرَّاء اشتراك اسمه مع اسم معاصره العلامة ابن فهد الحلي، حتى كاد يُمحى اسمه من سجلِّ التاريخ، بسبب من شكَّك في كونهما شخصية واحدة أو رجلين مشتركين في التسمية، وقد وقع بعض العلماء بشبهة الخلط بينهما، فبعضهم عدَّهما واحداً، وبعضهم نسب كتاب أحدهما إلى الآخر، حتى بلغ الخلط إلى قبريهما، كما ستأتي الإشارة إليه. ويُؤيد ذلك، ما قاله الشيخ المامقاني(قدس سره) في تنقيحه (وهوغير أحمد بن محمد بن فهد الحلي، وقد اشتبه الأمر على جملة من الأعاظم، فزعمهما واحداً، أو نسب كتاب الخُلاصة إلى ذاك) [تنقيح المقال، ج1، ص76-450]. وكذا ما قاله الميرزا الخوانساري في روضات الجنات، ج1، ص75. والشيخ الطهراني في الذريعة، ج4 ، ص248. وقال صاحب أمل الآمال: (ويحتمل التَّعدُّد، وهو الأقرب)[أمل الآمال، ج2، ص21-50]. وتابعه على ذلك السيد الخوئي (قدس سره)في معجم رجال الحديث، [ج2، ص189-754].
تعيين سنة وفاته: المتيقن أنه توفي بعد عام: (806هـ)، وهو العام الذي انتهى فيه من شرح الإرشاد.
واعتماداً على ما قاله صاحب مراقد المعارف: (أن الأحسائي بقي حياً مدةً بعد وفاة الأسدي الحلي)[مراقد المعارف، ج1، ص80]؛ تكون وفاته بعد عام: (841 هـ)، وهو العام الذي توفي فيه العلامة ابن فهد الحلي.
تعيين مكان قبره: قال الشيخ البلادي في أنوار البدرين: (والقبر الذي في كربلاء قريباً من الخيم الحسينية المشتهر أنه قبر ابن فهد؛ قبر هذا الشيخ الأحسائي (قدس سره)، كما ذكره بعض الأصحاب..)[أنوار البدرين، ص398]، وقد جزم العلامة الإمام السيد مهدي القزويني (المتوفي سنة: 1300هـ)، في كتابه (المزار) بأن مدفن العلامة ابن فهد الحلي في الحلة، وقال بعد ذلك: (والشيخ أحمد بن فهد الأحسائي في كربلاء)[المزار، ص193-194]. وذكر الشيخ الطهراني في (نقباء البشر)ما هذا نصه: (كتبَ لي الشيخ أغا رضا الأصفهاني أنه: كان من رأي السيد حسين القزويني؛ أن المقبرة المعروفة في كربلاء بمقبرة ابن فهد الحلي، هي مقبرة ابن فهد الأحسائي، أما الحلي فهومدفون بالحلة، لعله سمع ذلك من أبيه)[المزار، ص225].
وصف مقبرة ابن فهد الأحسائي في كربلاء: قال الدكتور جودت القزويني في تعليقاته على المزار: (وقبر ابن فهد الشاخص اليوم بكربلاء يقع في شارع القبلة، وكان قبل ذلك بستاناً فخماً يُطلق عليه اسم: "بستان ابن فهد"، وهو مزار معروف، وعليه قبَّة عالية.. هكذا رأيته في منتصف التسعينيات الهجرية)[المزار، ص225].
أقول: هذا في التسعينات؛ وأما اليوم وبعد سنوات قلائل من سقوط النظام فقد أُقيمت حوزة علمية للدروس الدينية في كربلاء، تحت اسم: (حوزة العلامة ابن فهد الحلي)، يُدرَّس فيها جميع المراحل الحوزوية من المقدمات إلى بحث الخارج.
كلمةٌ أخيرة: بعد هذه الكلمات التي سقناها في تعيين قبر العلامة ابن فهد الأحسائي، نرى من الإنصاف على مسؤولي (حوزة العلامة ابن فهد الحلي في كربلاء)؛ أن يجمع اسم هذه الحوزة بركة اسمي هذين العلمين الجليلين، فتكون: (حوزة العلامتين ابن فهد الحلي والأحسائي)، عملاً بقاعدة: (الجمع -مهما أمكن- أولى من الطرح).
فيكونوا بذلك قد ساهموا في إعادة البريق إلى هذه الشخصية العملاقة في تأريخ التشيُّع، ويكون لهم الفضل الكبير على مرِّ العصور القادمة في رفع ظلم التعتيم الذي وقع على هذه الشخصية المباركة.
للشيخ أحمد بن فهد ذكر وترجمة في كلٍّ من:
رياض العلماء: ج: 1، ص: 55. لؤلؤة البحرين، ص: 176-177. كشكول البحراني، ج: 1، ص: 303. أنوار البدرين، ص: 396-398.طرائف المقال، ج: 1، ص: 94. الفوائد الرضوية، ص: 35. أعيان الشيعة، ج: 3، ص:66-67. ريحانة الأدب، ج: 8، ص: 144-145. الجامع في الرجال، ج: 1، ص: 149. رياض الجنة، ج: 1، ص: 609-611. الضياء اللامع، ص 2-3. الذريعة، ج: 7، ص: 222-223. معجم رجال الحديث، ج: 2، ص: 188.معجم المؤلفين، ج: 2، ص: 46. المزار للسيد مهدي القزويني، ص: 194. روضات الجنات، ج: 1، ص: 75 (ضمن ترجمة ابن فهد الحلي). الكنى والألقاب، ج: 1، ص: 381 (ضمن ترجمة ابن فهد الحلي).بهجة الآمال، ج: 2، ص: 99،(ضمن ترجمة ابن فهد الحلي).
إعداد مركز ومدرسة
العلامة الشيخ أحمد بن فهد
الأحسائي للبحوث والدراسات في النجف الأشرف