نزع العمامة أو تحمل الأذى ج3
اسمه تعالى
خواطر مدنية 3
نزع العمامة... أو تحمل الأذى.
(3 من 3).
في صباح يوم السبت 27 رجب 1436هج.
وقفت أمام ضريح رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وتعمدت أن لا أرفع يدي بالدعاء.
ولا أرفع كتابا.
ولا أستخدم جولا.
وصرت أتلوا بيني وبين نفسي ما أحفظه من السلام المخصوص للنبي "صلى الله عليه وآله".
كان كل ذلك متقصدا مني لأجل أن لا أستثير حفيظة من كان حول القبر الشريف.
لحظات مرت..
وإذا بذلك الشيخ قد أقبل علي.
ودار بيننا الحوار التالي:
سألني: يا معمم؟.
قلت: نعم.
قال: من أي البلاد أنت؟.
قلت: من السعودية.
قال باستغراب شديد:
سعودي!!!!.
ثم أردف قائلا: ولماذا تلبس زي الإيرانيين، ولا تلبس زي السعوديين.
قلت له: إني أحرص أن أطبق سنة رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فقال: وما هي سنة رسول الله (صلع سلم).
قلت: العمامة والعباءة.
قال -بعد حيرة بدت على وجهه، وبنبرة جافية-: لا تطل بالوقوف هنا فهو ممنوع.
فقلت: هل يمكن أن أسألك سؤال؟.
قال: تفضل.
قلت: كان من سنة رسول الله "صلى الله عليه وآله" أنه هش بش، يألف ويؤلف، ولم يكن فضا غليضا.
فلماذا لا تطبقون سنته.
فقال غاضبا: أخرج من المسجد هداك الله.
فأنهيت الحوار بابتسامة عريضة، وخرجت من المسجد الشريف بكل هدوء وطمأنينة.
وأترك لكم التعليق.
ملاحظة مهمة:
هذه الخواطر ليست مذكرات شخصية أقصد بها رواية أحداث زيارتي الخاصة للمدينة المنورة.
بل هي مجموعة من التوصيات والدروس، استفدتها شخصيا من مطالعة كلمات أهل البيت (عليهم السلام)، وطبقتها عمليا في كثير من المواقف التي واجهتني.
أعرض هذه الخواطر على المؤمنين الكرام، وأسأل أن يكون فيها لله رضى، ولقرائها أجر وثواب، بحق محمد وآله الأطياب.
آمل أن تتابعوني في الخواطر القادمة، وأحب أن أسمع منكم وجهات نظركم سلباً أو إيجابا، فقد قال أمير المؤمنين "عليه السلام". (من شاور الناس؛ شاركهم في عقولهم).
وأرجوا دعاكم أينما كنتم، ولا أنساكم بالدعاء، إن شاء الله تعالى.
الداعي لكم بكل خير:
راضي السلمان اﻷحسائي.
الساعة 8:30 من صباح يوم الأثنين 29 رجب الأصب 1436هج.
من داخل المسجد النبوي الشريف - المدينة المنورة بمحمد وآله الطيبين الطاهرين