كيف تؤدي زيارة مثالية في حرم النبي وآله "صلى الله عليه
باسمه تعالى
خواطر مدنية 6
كيف تؤدي زيارة مثالية في حرم النبي وآله "صلى الله عليه وآله"، وفي مقبرة بقيع الغرقد.. حتى لو كنت معمما
خلال ثلاثة أيام قضيتها في ربوع المدينة المنورة، ما كنت أنزع فيها الزي الديني إلا في الموارد خاصة.
لا أبالغ إن قلت:
أنني أديت زيارتي بكل هدوء وطمأنينة، وذلك من خلال اتباع التعليمات التالية، التي أنصح بها جميع زوار النبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين):
1⃣ حاول أن تتهيأ للزيارة بقراءتها -في محل سكنك بتوجه وتأني وتدبر- قبل الخروج إلى تلك المشاهد المشرفة.
2⃣ تجنب -ما استطعت- الزيارات الجماعية، واحرص على أن تزور وحدك، أو مع من هم من أقاربك المقربين، حتى لا تثير الانتباه.
3⃣ حاول الاطلاع على خارطة مفصلة لمقبرة البقيع؛ واحفظ أماكن القبور المهمة فيها قبل أن تخرج من سكنك للزيارة.
4⃣ ابتعد -قدر الإمكان- عن أماكن تجمعات الزائرين، واختر مكانا معزولا عنهم إن استطعت.
5⃣ احرص على حمل إثبات شخصي لك ولمن يرافقك أثناء تجوالك في هذه المشاهد، حتى تستخدمه في وقته المناسب.
6⃣ لا تحمل معك أي كتاب ديني أو زيارة، وحاول أن تحفظ بعض الزيارات الجامعة القصيرة.
7⃣ إن اضطررت لاستخدام الجوال لقراءة الزيارة أو الاطلاع على خارطة البقيع مثلا؛ فابتعد -مهما استطعت- عن أنظار الناظرين.
8⃣ إن ناداك أحد المشايخ المحيطين بالقبور؛ فلا تتجاهل نداءه، بل أجبه بكل هدوء وطمئنينة، وقابله بحسن الكلام، وامتثل لكل ما يأمرك به، حتى لوكان طلبه أن تغادر المكان فوراً.
9⃣ سيحاول بعضهم استفزازك بالصراخ، أو إثارتك طائفيا قدر المستطاع؛ وذلك لأجل اتخاذ إجراء ضدك؛ فلا تكن فريسة سهلة، وكن كالثلج في برودك.
0⃣1⃣ قد يحاول بعضهم جرك إلى مناقشة عقيمة حول مشروعية الدعاء عند القبور، أو التوسل بها، أو يطالبك بأدلة على صدق مذهبك، وقد يصاحبه شيء من الاستهزاء بك وبمقدساتك.
اعتذر فوراً عن الدخول في مثل هذه النقاشات بكل لطف وهدوء، ثم تابع زيارتك، أو غادر المكان إن تم الإلحاح عليك بذلك.
1⃣1⃣ إذا شاهدت صديقاً أو زائرا لم تشاهده منذ مدة طويلة، فلا تشغل نفسك بالحديث الطويل معه، بل سلم عليه سلاما خفيفا، وتواعد معه على القاء في مكان ما، بعد انتهاء الزيارة الشريفة.
2⃣1⃣ إذا شاهدت أحد مشائخ منطقتك، أو أحد الشخصيات الدينية المعروفة، فلا تثر الانتباه بالسلام والحديث الطويل معه، فإنك بذلك قد تجلب لك وله المضرة.
بل سلم عليه من بعيد، وبعد انتهاء الزيارة وخروجه خارج البقيع أو المسجد النبوي الشريف، افعل ما بدى لك.
3⃣1⃣ إذا كانت عندك مسألة شرعية لا تحتمل التأجيل، وصادفت أحد طلاب العلوم أثناء الزيارة، فحاول أن لا تستوقفه للسؤال، بل سر معه وأنت بجواره، واسأله بصوت منخفظ، فإن أجابك، وإلا فأجل سؤالك لما بعد الزيارة الشريفة.
4⃣1⃣ توجد أحراز وأدعية كثيرة في كتاب مفاتيح الجنان وغيره؛ للحفظ من كيد الأعداء، فاعمل بها قبل توجهك للزيارة.
ومما استفدته من أحد أساتذتي، وجربته كرارا ومرارا:
قراة سورة التوحيد في جهاتك الثلاث (الأمام واليمين واليسار).
هذه جملة من الوصايا، في كثير منها اتخذت جانب التلويح والإشارة، لأنه أبلغ من التصريح والعبارة.
وأسأل الله الحفظ والسلامة لجميع المؤمنين والمؤمنات، في مشارق الأرض ومغاربها، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وأترك لكم التعليق:
ملاحظة مهمة:
هذه الخواطر ليست مذكرات شخصية أقصد بها رواية أحداث زيارتي الخاصة للمدينة المنورة.
بل هي مجموعة من التوصيات والدروس، استفدتها شخصيا من مطالعة كلمات أهل البيت (عليهم السلام)، وطبقتها عمليا في كثير من المواقف التي واجهتني.
أعرض هذه الخواطر على المؤمنين الكرام، وأسأل أن يكون فيها لله رضى، ولقرائها أجر وثواب، بحق محمد وآله الأطياب.
آمل أن تتابعوني في الخواطر القادمة، وأحب أن أسمع منكم وجهات نظركم سلباً أو إيجابا، فقد قال أمير المؤمنين "عليه السلام". (من شاور الناس؛ شاركهم في عقولهم).
وأرجوا دعاكم أينما كنتم، ولا أنساكم بالدعاء، إن شاء الله تعالى.
أهتم باستقبال ملاحظاتكم من خلال رقم الوتساب التالي:
00966508053959
الداعي لكم بكل خير:
راضي السلمان اﻷحسائي.
الساعة 4:30 من عصر يوم الأثنين 29 رجب الأصب 1436هج.
✈ من على متن طيران العربية - منطلقاً من المدينة المنورة إلى الشارقة، ومن ثم إلى النجف اﻷشرف