الصحابي الجليل رشيد بن عقبة الهجري
اسمه: رشيد بن عقبة الهجري الأنصاري.
كنيته: كناه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بـ(أبي عبد الله)، وذلك في معركة أحد، عندما ضرب المشرك (ابن عفريت) على رأسه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله: (... أحسنت يا أبا عبد الله)، وكناه أمير المؤمنين (عليه السلام) بـ(أبي البركات).
نسبته: (الهجري)؛ نسبة إلى (هجر)، وهو الاسم القديم لمحافظة الأحساء، شرق الجزيرة العربية، ونسبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الأنصار، حيث قال عن نفسه: ضربت رجلاً من المشركين، وقلت له: خذها وأنا الغلام الفارسي، فقال النبي "صلى الله عليه وآله" لي: (ألا قلت: خذها وأنا الغلام الأنصاري، وأنت منهم، فإن مولى القوم منهم).
لقبُه: (رشيد البلايا والمنايا)؛ لقَّبه به أمير المؤمنين (عليه السلام).
صحبته للنبي وأهل بيته (عليهم السلام): صحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشاركه في جملة من غزواته، ثم صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام)، واعتبر من خلَّص أصحابه كسلمان المحمدي، وأبي ذر الغفاري (رضوان الله عليهما)، ثم صاحب سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، وقيل: أنه كان بواباً للإمام الحسين (عليه السلام).
من صفاته: كان رشيد (رضوان الله عليه)؛ عابداً، ورعاً، مؤمناً، تقياً، محباً للنبي وأهل بيته الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ومن الذين تمسكوا بولاية وخلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)، مما أدى ذلك إلى ملاحقته من قبل السلطات الأموية، لشدة تعلقه وتمسكه بولاية محمد وآله (عليهم السلام).
علمه: أخذ علمه من باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد تتلمذ على يد أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأخذ منه الكثير من العلوم، وبالخصوص علم المنايا والبلايا، فكان يقول له أمير المؤمنين (عليه السلام): (أنت رشيد البلايا).
وكان ذلك من الأمور المسلمة عند باقي الأئمة (عليهم السلام)، حتى أن الإمام الكاظم (عليه السلام) شهد في حقه، فقال لإسحاق بن عمار: (.. يا إسحاق!، قد كان رُشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا).
استشهاده: لقد أخبره أمير المؤمنين (عليه السلام) بكيفية شهادته، حيث نقلت ابنته (القنواء) عنه أنه قال: حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" فقال: (يا رُشيد!، كيف صبرك إذا أرسل عليك دعي بني أمية، فقطع يديك ورجليك ولسانك؟.
فقلت: يا أمير المؤمنين!، آخر ذلك الجنة؟.
قال "عليه السلام": (بلى يا رشيد، أنت معي في الدنيا والآخرة).
فبعد أن استدعاه طاغية زمانه (زياد بن أبيه) وطلب منه البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ رفض رشيد ذلك، فقال له زياد: فبأي ميتة قال لك علي بن أبي طالب تموت؟. فقال له: (إنك تقطع يديَّ ورجليَّ ولساني)، فأمر به ليقطعوا يديه ورجليه، ويتركوا لسانه.
ولما فعلوا به ذلك وأخرجوه إلى الناس، قال لهم: (آتوني بصحيفة ودواة أقول لكم ما يكون إلى أن تقوم الساعة)، فلما وصل الخبر إلى زياد، أمر بقطع لسانه، ولما قُطع لسانه استشهد لساعته.
مرقده الشريف: يقع مرقده الشريف في محافظة بابل، ناحية الكفل، مقاطعة الشهابية، على بعد 35 كيلوا متر، من النجف الأشرف، وتحيط بمزاره البساتين من كل جانب، ويبعد عن الطريق العام بمسافة 1كم بشارع معبد، كما يبعد عن مرقد نبي الله ذي الكفل ومسجد النخيلة بمسافة 2كم تقريباً، تبلغ مساحته الكلية الحالية (1دونم)، تعلوه قبة خضراء، يتوافد عليه الزائرون من مختلف البلدان، للتقرب بزيارته إلى الله تعالى، وطلب الحاجات منه، بشفاعة محمد وأهل بيته وأوليائهم (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
مصادر هذه الترجمة: راجع كتاب الكافي، للكليني، ج: 1، ص: 484. كتاب الاختصاص، للشيخ المفيد، ص: 77. كتاب الهداية الكبرى، للخصيبي، ص: 132.