هل نجحت داعش في ارعابنا؟؟
مع قلت تصفحي لوسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة التي تسبق شهر محرم الحرام -وذلك بغرض التفرغ للتحضير للمجالس الحسينية-.
إلا أنني -وللأسف الشديد- طالعت العديد من الرسائل التي يشم منها رائحة التحذيرات والتنبيهات المتضخمة من خطر داعش في هذه السنة.
وكانت ثمارها المؤسفة بمنع النساء من الحضور في بعض المجالس، واتخاذ بعض الإجراءات المبالغ فيها؛ حتى دعى البعض إلى عدم نشر الإعلانات عن توقيت المجالس الحسينية، حتى لا يعلم بها الدواعش؟!!!!.
ولأجل ذلك أقول:
من الواجب علينا أن نتخذ كافة الإجراءات المناسبة لحماية أرواحنا وممتلكاتنا، وهو مطلب شرعي وعقلي,ولكن المبالغة والتضخيم الذي يبث الرعب والهلع في نفوس شيعة أهل البيت "عليهم السلام" من مرتادي حسينياتنا المباركة، هو أهم انتصار يمكن أن يحققه الدواعش على شيعة الحسين "صلوات الله وسلامه عليه".
أراد الدواعش أن يضعونا في محك حقيقي، وامتحان صعب في تطبيق شعاراتنا الحسينية.
فهل نحن صادقون حينما نقول:
لبيك ياحسين؟.
فهل نحن صادقون حينما نقول:
هيهات منا الذلة؟!.
فهل نحن صادقون حينما نقول:
لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي ياحسين.
ألم نلقن أبناءنا وشبابنا كلمة شبيه رسول الله "صلى الله عليه وآله" علي الأكبر "صلوات الله وسلامه عليهم" حينما قال:
إن كنا على الحق...
إذاً -والله- لا نبالي بالموت...
وقع علينا أم وقعنا عليه.
نعم، يجب علينا العمل بالأسباب، واتخاذ جميع وسائل الحيطة والحذر,ولكن من دون أن نتسبب في منع الناس -رجالا ونساءً- من الحضور في مجالس الإمام الحسين "صلوات الله وسلامه عليهم", من دون أن نشعر رواد هذه المجالس بالرعب والرهبة، وكأن كل واحد منهم داعشي حتى تثبت براءته من ذلك, وعلى رواد المجالس -في المقابل- تقبل الإجراءات الأمنية اللازمة والمقبولة بكل أريحية وتعاون، للوصول إلى الغاية المنشودة.
وختاماً أقول:
ليكن شعارنا في هذا الموسم الحسيني القادم هو التحدي والصمود؛ مهما كانت المخاطر والصعاب, محققين قولنا في زيارتنا لسيد الشهداء "عليه السلام":
لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللَّه...
ِإِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِك.
وَلِسَانِي عِنْدَ اسْتِنْصَارِكَ.
فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي.
فماذا عنك أنت؛ هل ستجيب إمامك في الأيام القادمة بهذا الجواب