احمد جاسم ثاني الركابي
النهضة الحسينية كلمات ودلالات
م.م أحمد جاسم ثاني
جامعة البصرة/ كلية التربية- القرنة
للإمام الحسين (عليه السلام) كلمات خالدة قالها في حياته الشريفة، وهي تجري مجرى الحِكَم والمواعظ، منها ما يتعلق بنهضته المباركة، ومنها ما صدر عنه قبل النهضة، وقد جسّدت هذه الكلمات في مجملها أسمى المعاني الوعظية، وأجلّ الدروس النافعة في بناء الشخصية الإسلامية، فصارت نبراساً يهتدي به كل أحرار العالم، وأنموذجاً يحتذي به كل من ينشد الحرية والعزة والكرامة، ويأبى الذل والهوان.
ومن هنا تأتي أهمية قراءة هذه الكلمات والوقوف عندها بتأمل، والاستضاءة بنورها والسير بهديها، فضلاً عن ذلك فإن هذه الكلمات هي نصوص أدبية بلغت الذروة في الفصاحة والبلاغة، ونحن حينما ندرس اللغة والأدب العربي فحريّ بنا أن نبدأ بها ونستقي الشواهد منها بعد القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
أدب الإمام الحسين (عليه السلام):
يمثّل الإمام الحسين (عليه السلام) امتداداً لجده وأبيه وأخيه الإمام الحسن المجتبى (عليهم السلام) في المعرفة والاقتدار الفنّي في التعبير، على الرغم من الأحداث السياسية التي عاصرها وأدّت إلى استشهاده، وقد أشاد بأدبه وبلاغته العدو قبل الصديق، ولايزال كذلك حتى في أحلك الظروف كيوم عاشوراء([1])، إذ وصفه المؤرخون بأنه لم يُسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه([2])، ((ولهذا لمّا خطب الخطبة التي أولها: الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته والشقي من فتنته ... إلخ. قال عمر بن سعد: ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه، والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر. فكلموه))([3]).
والإمام الحسين (عليه السلام) خير مَنْ جسّد مفاهيم الإسلام والقرآن في زمانه، فهو من أهل بيت قُرِنوا بكتاب الله فعادلوه، وترجموه بأقوالهم وأفعالهم (عليهم السلام)، يقول أحد الباحثين: إن ((أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لم تكن ميزتهم الوحيدة، أنهم أقدر من غيرهم على فهم حقائق الإسلام والنطق بها، وإنما كانوا هم الأقدر من غيرهم على تجسيد هذه المفاهيم وتحويلها إلى واقع وإلى تطبيق ونموذج في وقت كثر فيه المتكلمون وقل فيه الفاعلون))([4]).
ويمثّل كلام الإمام الحسين (عليه السلام) في مجمله مدرسة أدبية هادفة، وإذا ما عدنا إلى كلماته التي أطلقها قبل نهضته المباركة وبعدها فإننا سنتحسّس الأثر الكبير الذي تتركه في نفوسنا، ونشعر بأننا بخير ما دمنا حسينين سائرين على نهج الحسين (عليه السلام)، فلا نَعُد نبالي إن أوذينا أو حُرمنا أو قُتِلنا كما قال (عليه السلام): ((موتٌ في عِزٍّ خَيرٌ مِن حَياةٍ في ذُلٍّ))([5]).
كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، ودلالاتها:
عبّرت كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) عن دلالات كبيرة ومتنوعة، ولكنها في مجموعها ضمّت دروساً قيّمة في الأخلاق، والحث على التحرر من عبادة غير الله تعالى، والشجاعة في قول الحق، والحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من الأهداف التي تتبين في النقاط الآتية:
1- في ذم الدنيا وعبيدها:
قال الإمام (عليه السلام): ((إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكّرت وأدبر معروفها، فلم يبقَ منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برماً. إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قلَّ الديّانون))([6]).
رأى الإمام الحسين (عليه السلام) أن الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأدبر معروفها، ولم يبقَ منها إلا صُبابة؛ ((والصُّبابة بالضم: البقية من الماء في الإناء))([7])، وقوله: كصُبابة الإناء أي: ((ما فضل في أسفل الإناء من الشراب))([8])، وخسيس عيشٍ، بمعنى العيش الدنيء([9])، والمرعى الوبيل؛ أي: البستان الذي أصابه الوباء والقحط فلا يَعُد يثمر، ولم يكن الإمام (عليه السلام) يصف الدنيا بهذه الأوصاف إلا بعدما رأى أن الحق لا يُعمَلُ به وأن الباطل لا يُتَنَاهى عنه؛ لذلك رغب في لقاء الله تعالى محقاً، فما قيمة الحياة إذا كانت في ذلٍّ وهوان، مما دعاه إلى الإعلان عن تصميمه على الشهادة قائلاً: ((فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برماً))([10])، على الرغم من أنه كان يعلم بما سيحصل له ((وَخِيْرَ لِيْ مَصْرَعٌ أَنَا لَاقِيْهِ، كَأَنِّيْ بِأَوْصَاْلِيْ تُقَطِّعُهَا عُسْلانُ الْفَلَوَاْتِ بَيْنَ النَّوَاْوِيسِ وَكَرْبَلَاءَ))([11]).
وكان يعلم أنه سيواجه الظلم مع قلة الناصر، وتخاذل الأمة عن نصرة الحق؛ لذلك قال: ((إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا مُحِّصُوا بالبلاء قل الديانون))([12]).
فبعدما رأى خيانة القوم الذين بايعوا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وسرعان ما انقلبوا على أعقابهم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونكثوا عهدهم، وكذلك ما حدث في زمن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) من خيانة القوم وتخاذلهم عن الجهاد؛ بسبب مكر معاوية وخدعه في إغرائهم بالأموال، أدرك الإمام الحسين (عليه السلام) واقع الناس، فوصفهم بعبيد الدنيا، والدنيا هنا كناية عن الملذات والرغبات والأهواء الزائلة، والدين عندهم وسيلة لا غاية، بل إن دينهم دنانيرهم، لا يعنيهم الحق والباطل؛ لذلك تخلّفوا عن الحق ومالوا إلى الباطل الذي أغراهم بالمال وأستحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله، ومعنى قوله: (فإذا مُحِّصُوا بالبلاء قلَّ الديانون)، إن الناس إذا تعرضوا لأبسط صور التمحيص والاختبار لا تجد مَنْ يصمد وينجح إلا القلة منهم وهم المؤمنون؛ لأن أهل الحق الثابتين وأهل الدين الحقيقيين هم قلة دائماً. وهو ما حصل بالفعل مع الإمام الحسين (عليه السلام) حينما أُرسلت إليه الكتب أن أقدم إلينا يابن رسول الله فإن لك جنداً مجنّدة، ولمّا قدم إلى كربلاء نكث القوم عهدهم، كما خانوا سفيره مسلم بن عقيل (عليه السلام) من قبل.
2- في أصناف العباد والعبادة:
وعباد الله ليسوا سواء، فهم على مراتب وأصناف، ويتحدد نوع العبادة تبعاً لسببها، قال الإمام الحسين (عليه السلام): ((إن قوماً عبدوا الله رغبةً، فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا الله رهبةً، فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة))([13]). فربط بين الرغبة والتجارة؛ لأن التجّار عادة ما يتصفون بالرغبة والطمع، وكذا الذي يعبد الله رغبة في ثوابه، فعبادته عبادة الطامعين بجزاء الله تعالى، كما ربط بين الرهبة والعبودية؛ لأن العبد المملوك عادة ما يتصف بالرهبة والخوف من مولاه، وكذا الذي يعبد الله تعالى خوفاً من عذابه وناره، فعبادته عبادة العبيد، فلا النوع الأول من العبادة مرغوب فيه ولا النوع الثاني، وإنما يختار أولياء الله العارفون بحقه النوع الثالث من العبادة، وهي عبادة الشكر لله تعالى، ويسميها الإمام (عليه السلام) عبادة الأحرار؛ لأن الإنسان حينما يتحرر من هوى النفس لا يرغب بالثواب ولا يخاف العقاب، فيكون مخلصاً لله تعالى، وهو المعنى الحقيقي للحرية، لا كما يفهمه بعض الناس اليوم ويتوهم بأنها بمعنى التحرر من كل قيد والخروج على المألوف، لذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك))([14])، أي أن عبادته عبادة العارف بحق الله تعالى، الشاكر لآلائه، وهي عبادة الأحرار.
3- في الحث على الجهاد:
وجّه الإمام الحسين (عليه السلام) بعد صلاة الظهر من يوم عاشوراء خطاباً لأصحابه فقال: ((يا كرام، هذه الجنة قد فتحت أبوابها واتصلت أنهارها، وأينعت ثمارها، وهذا رسول الله "صلى الله عليه وآله" والشهداء الذين قُتِلوا في سبيل الله يتوقعون قدومكم ويتباشرون بكم، فحاموا عن دين الله ودين نبيه، وذبوا عن حرم الرسول))([15]).
وروي أن عمر بن سعد رمى نحو الحسين (عليه السلام) بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى، وأقبلت السهام من القوم كأنها القطر، فقال (عليه السلام) لأصحابه: ((قوموا أيها الكرام إلى الموت الذي لا بد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم، فوالله ما بينكم وبين الجنة والنار الا الموت، يعبر بهؤلاء إلى جنانهم وبهؤلاء إلى نيرانهم))([16]).
فهو يخاطب أصحابه باسم (الكرام)؛ لأنه يعلم أنهم سيجودون بأنفسهم وينالون الشهادة في سبيل الله، ثم بدأ يحثهم على الجهاد عبر أسلوب أدبي رفيع، إذ صوّر لهم لقطات في غاية الجمال عن الجنة ومشاهدها، فصورة فتح أبواب الجنة للترحيب بهم، وصورة اتصال الأنهار وجريانها، وصورة إيناع الثمار، وصورة استبشار النبي (صلى الله عليه وآله) والشهداء السابقون بهم... ما هي إلا عوامل قوة وثبات للمجاهدين، إذ تربط على قلوبهم، وتزيدهم عزيمة وإصراراً على مواجهة العدو الظالم، ومهما تكن النتيجة فهم الفائزون بإحدى الحسنيين؛ إما النصر وإما الشهادة والفوز بالجنة، وهذا ما يحصل اليوم في واقعنا.
وقد قسّم الإمام الحسين (عليه السلام) الجهاد على أربعة أقسام حينما سُئل عنه أهو سنة أم فريضة؟ فقال: ((الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض وجهاد سنة لا يقام إلا مع فرض وجهاد سنة، فأما أحد الفرضين فجهاد الرجل نفسه عن معاصي الله وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض ...))([17]).
فجعل جهاد النفس أول أقسام الجهاد وأعظمها، مما يدل على أهمية تقوى الله ومحاربة هوى النفس والابتعاد عن خطوات الشيطان، ليصل الإنسان إلى منزلة الأحرار الذين عبدوا الله شكراً، ومن ثم ينطلق إلى مجاهدة الكفار، وهنا يستحضرنا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما بعث بسرية فلمّا رجعوا قال: ((مَرْحَباً بِقَوْمٍ قَضَوُا الْجِهَادَ الأَصْغَرَ وبَقِيَ الْجِهَادُ الأَكْبَرُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّه "ص" ومَا الْجِهَادُ الأَكْبَرُ؟ قَالَ جِهَادُ النَّفْسِ))([18]). وقال (صلى الله عليه وآله): ((إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه))[19].
4- في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:
ومن كلام طويل له (عليه السلام) في الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيمة هذه الفريضة المعطلة قوله: ((اعتبروا أيها الناس بما وعظ اللهُ به أولياءَهُ من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول: ﴿لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ﴾([20])، وقال: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ - إلى قوله - لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾([21])، وإنما عاب اللهُ ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظَلَمَة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبةً فيما كانوا ينالون منهم ورهبةً مما يحذرون والله يقول: ﴿فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾([22])، وقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾([23])، فبدأ الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها إذا أُديت وأُقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها ...))([24]).
وتُعد فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الفرائض التي أمر الإسلام بإقامتها، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾([25])، وقد حذَّرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مغبة ترك هذه الفريضة بقوله: ((لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعَرُوْفِ ولَتَنْهُنَّ عَنْ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللهُ شِرَارَكُمْ عَلَىْ خِيَارِكُمْ، فَيَدْعُوْ خِيَاْرُكُمْ فَلَا يُسْتَجَاْبُ لَهُمْ))([26]).
ومن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انطلق الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضته المباركة إلى ساحات الجهاد ليرفع كلمة الحق، ويدحض كلمة الباطل، وقد حشَّدت عليه الدولة الأموية جيوشها الهائلة، فلم يحفل بها([27])، وأعلن عن عزمه وتصميمه بكلمته الخالدة قائلاً: ((وَأَنّي لَمْ أَخْرُجْ أشِراً، وَلا بَطِراً، وَلا مُفْسِداً، وَلا ظالِماً، وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي (صلى الله عليه وآله)، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَسيرَ بِسيرَةِ جَدّي وَأبي عَليِّ بْنِ أَبي طالِب (عليهما السلام)، فَمَنْ قَبِلَني بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللهُ أَوْلى بِالْحَقِّ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ هذا أَصْبِرُ حَتّى يَقْضِيَ اللهُ بَيْني وَبَيْنَ الْقَومِ بِالْحَقِّ، وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ))([28])، فلم تكن ثورته مجرد حادثةٍ وقعت في التاريخ ثم انتهت، وإنما هي ثورة متجددة على مر العصور، ولازالت تمدنا بالعطاء والقوة والعزيمة والقدرة، شأنها شأن القرآن الكريم الذي لا يختص مضمونه بعصر النزول، وإنما يتجدد في كل عصر ويعالج قضايا كل زمان، فالحسين (عليه السلام) هو قرآن ناطق، وكذلك قضيته وحركته هي لكل عصر([29]).
5- قلة الناصر وتخاذل الأمة:
ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) في إحدى رسائله لأشراف الكوفة: ((وَقَدْ أَتَتْني كُتُبُكُمْ وَقَدِمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ، أَنَّكُمْ لا تَخْذُلُوني، فَإِنْ وَفَيْتُمْ لي بِبَيْعَتِكُمْ فَقَدْ اسْتَوْفَيْتُمْ حَقَّكُمْ وَحَظَّكُمْ وَرُشْدَكُمْ، وَنَفْسي مَعَ أَنْفُسِكُمْ، وَأَهْلي وَوُلْدي مَعَ أَهاليكُمْ وَأَوْلادِكُمْ، فَلَكُمْ فيَّ أُسْوَةٌ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ وَمَواثقَكُمْ وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتَكُمْ، فَلَعَمْري ما هيَ مِنْكُمْ بِنُكْر، لَقَدْ فَعَلْتُمُوها بِأَبي وَأَخي وَابْنِ عَمّي ...))([30])، يتضح من كلامه (عليه السلام) أنه كان يعلم بأن القوم الذين كاتبوه واستقدموه سيخذلونه ولا ينصرونه، لأنهم فعلوها من قبل بأبيه علي وأخيه الحسن وابن عمه مسلم (عليهم السلام)، وهو حينما ثار وأعلن عن السبب الحقيقي لثورته، الذي يتلخّص بحديث جده رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((مَنْ رأى سلطانًا جائرًا، مستحلًّا لحرم الله، ناكثًا لعهد الله، مخالفًا لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، ثمّ لم يُغيِّر بقول ولا فعل، كان حقيقًا على الله أن يدخله مدخله))([31])، أراد من ذلك أن ينبّه الغافلين المستكينين إلى ذلهم وهوانهم، ويقول لهم: انتبهوا معشر الناس! إن الساكت عن الظلم بعدما رآى ما رآى، وأُلقيت عليه الحجة هو شريك للظالم الجائر([32]).
إن هؤلاء القوم المتخاذلين كان لهم ضمير حي، ويتحسّسون الظلم والمأساة والآلام، ويدركون الحق، وقد عبّر الفرزدق عن هذا الضمير بقوله للحسين (عليه السلام): ((قلوب الناس معك وأسيافهم عليك))([33])، ولكنهم في الوقت نفسه فاقدو الإرادة، وفقدان الإرادة له أسبابه؛ كالخوف من الطغاة والضعف أمامهم، وجهل الحقيقة وفقدان الرؤية الصحيحة بسبب التضليل الإعلامي الذي يمارسه الأعداء لتشويه الحقائق، وكذلك اليأس والقنوط من تحقيق الأهداف الذي يؤدي إلى عدم جدوى الحركة والتصدي، فضلاً عن الإغراء بالأموال والمناصب وشراء الضمائر([34]).
6- محاربة الفساد من أهم أهداف النهضة:
بيَّن الإمام الحسين (عليه السلام) في بعض خطبه ورسائله وهو في طريقه إلى كربلاء أن نهضته المباركة تستهدف محاربة الفساد الذي كان يمثّل السمة البارزة في حكومة بني أمية، ((أَلا وَإِنَّ هؤُلاءِ قَدْ لَزِمُوا طاعَةَ الشَّيْطانِ، وَتَرَكُوا طاعَةَ الرَّحْمنِ، وَأَظْهَرُوا الْفَسادَ))([35])، فلابد حينئذٍ من الوقوف بوجه هذا الفساد ومحاربته؛ لأن السكوت عنه يؤدي إلى فساد عامة الأرض، ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾([36])، ومن جهة أخرى بيّن (عليه السلام) أن هذه الحرب هي واجب شرعي على كل مسلم، مستدلاً بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ...))([37]).
ولمّا وقع الانحراف الواسع عن القيم والأسس الإسلامية بما ظهر من فساد وشيوع لظواهر اجتماعية آخذة في الانتشار على حساب القيم الإسلامية، وجد الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه ملزمًا بالقيام بواجبه، وذلك من خلال إحداث تلكم الهزّة النفسية في مجموع الأمّة للرجوع عن غيّها، ولإحياء ضمائر هؤلاء القوم الذين غفلوا عن حقيقة واقعهم([38]).
إذاً فالنهضة التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) كانت تأدية لواجب شرعي، متمثّلاً بوجوب الثورة على كل مسلم حال رؤية الفساد وتفشيه في جذور المجتمع الإسلامي، ولاسيما إذا أدى إلى تغيير كلي في أحكام الإسلام([39]).
وما أحوجنا اليوم إلى تأدية هذا الواجب الشرعي، والوقوف بوجه الفساد الذي يعم مجتمعاتنا، ولاسيما إذا علمنا بأن النهضة الحسينية تمثّل نبراساً لسائر النهضات التحررية في العالم ضد الظالمين، وهي الانفجار العظيم الذي هزَّ عرش كل الطغاة المستبدين، كما مهَّدت الطريق أمام الثورات الأخرى وهيَّأت الأسباب لقلع جذور دولة بني أمية وبني العباس وغيرهما، ولا تزال إلى يومنا هذا([40]). فالحسين (عليه السلام) باستشهاده فتح مدرسة العِبرة للجميع؛ ليقارعوا الظلم، ويتحمّلوا الشدائد والمصاعب حتى يذوقوا طعم السعادة([41]).
7- الصبر والتوكل على الله خير معين:
من كلماته (عليه السلام) في التوكل على الله تعالى وطلب مرضاته قوله: ((من طلب رضى الله بسخط الناس، كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس))([42]). ومن هنا أدرك الإمام الحسين (عليه السلام) أن لا يعتمد في نهضته على أحدٍ سوى الله تعالى، فقد أعلن عن توطين نفسه على لقاء الله تعالى، وعزمه على بذل مهجته في سبيل الله ونصرة الحق وإحياء الدين الإسلامي الذي كادت أن تُدرس معالمه ويُعفَى أثره([43])، ولم يعبأ بقلة الناصر، وتخاذل الأمة عن نصرته؛ لأنه كان متوكلاً على الله تعالى ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾([44])، فكفاه الله تعالى، ولم يزل على هذا الحال حتى اللحظات الأخيرة من حياته (عليه السلام)، إذ دعا بهذه الكلمات: ((صَبْراً عَلى قَضائِكَ يا رَبِّ لا إِلهَ سِواكَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، ما لي رَبٌّ سِواكَ، وَلا مَعْبُودٌ غَيْرُكَ ...))([45]).
ومما يدل على توكله المطلق على الله تعالى أنه لم يجبر أحداً من أصحابه على البقاء معه، بل أمرهم بالانصراف عنه ليحفظوا أنفسهم؛ لأن القوم لا يطلبون غيره، فقال مخاطباً إياهم: ((فَإِنّي لا أَعْلَمُ أَصْحاباً أَوْلى وَلا خَيْراً مِنْ أَصْحابي، وَلا أَهْلَ بَيْت أَبَرَّ وَلا أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِ بَيْتي، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنّي جَميعاً خَيْراً، أَلا وَإِنّي أَظُنُّ يَوْمَنا مِنْ هؤُلاءِ اَلأْعْداءِ غَداً، ألا وَإِنّي قَدْ رَأيْتُ لَكُمْ، فَانْطَلِقُوا جَميعاً في حِلٍّ، لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنّي ذِمامٌ، هذا لَيْلٌ قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلاً))([46]).
8- مسيرة الدعاء نحو كربلاء:
والمتأمل في مسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة إلى كربلاء، يدرك مدى الارتباط بينه وبين الله تعالى؛ لأن نهضته المباركة تمثل حبلاً متصلاً بين الأرض والسماء، والمتأمل أيضاً في كلماته التي دعا بها ربه تعالى، يدرك مدى تسليمه المطلق لله تعالى.
ففي كل محطة وفي كل مناسبة تجد دعاءً له (عليه السلام)، ومن ذلك مثلاً دعاؤه في صباح يوم عاشوراء الذي قال فيه: ((أللّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْب، وَأنْتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّة، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْر نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فيهِ الْفُؤادُ وَتَقِلُّ فيهِ الْحيلَةُ، وَيَخْذُلُ فيهِ الصَّديقُ وَيَشْمَتُ فيهِ الْعَدُوُّ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ، رَغْبَةً مِنّي إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ، فَفَرَّجْتَهُ عَنّي وَكَشَفْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِىُّ كُلِّ نِعْمَة، وَصاحِبُ كُلِّ حَسَنَة وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَة))([47]). فقد ضرب أروع الأمثلة في الصبر والتوكل على الله، واللجوء إليه تعالى، دون أن يتردد أو تتزعزع إرادته، مهما رأى من آلام وتحمّل من مصائب، إلى أن جاد بنفسه الشريفة، وهو أقصى غاية الجود.
خاتمة البحث:
وفي الختام فإن هذا البحث هو قطرة من بحر الإمام الحسين (عليه السلام) اللجيّ، وقبسٌ من نور كلماته، ودرس متواضع من مدرسته، وقفنا عنده وقرأنا بعض أقواله القدسية، وتأملنا فيها لعلنا نأخذ العبرة والموعظة في بناء أنفسنا، ثم في بناء مجتمعنا وإصلاح ما فسد منه، فجاء هذه الدرس مناسباً لِمَا قصد إليه البحث، فوقف عند أبرز كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، وبيان أثرها في بناء الشخصية الإسلامية، في ضوء مضامينها التي دلّت على مفاهيم عدة، منها ذم الدنيا وعبيدها، وأصناف العباد، والحث على الجهاد، وأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فضلاً عن موضوعات تتعلق بالنهضة الحسينية، كقلة الناصر والمعين، والتوكل على الله تعالى وحده، وفاعلية الدعاء فيها ... وغيرها من المبادئ النافعة في بناء النفس والمجتمع.
وبعد هذه القراءة لتلك الكلمات الخالدة يمكننا أن نتعلم كيف نتحرر من هوى الشيطان، ونجاهد أنفسنا أولاً، ونخلُص في عبادة الله تعالى، ثم ننطلق إلى جهاد الأعداء الذين يريدون بنا الذل والهوان والعبودية، ونرفع شعار النهضة الحسينية عالياً (هيهات منّا الذلة)، حتى لو لم نجد الناصر والمعين فالله تعالى خير ناصر وخير معين، وهو القائل تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، ونحن اليوم نعيش مرحلة الصراع بين الحق والباطل ولنا في كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) أسوة حسنة، والحمد لله رب العالمين.
مصادر البحث
القرآن الكريم.
1- أدب الشريعة الإسلامية، د. محمود البستاني، ط/1، 1424ه، مؤسسة السبطين (ع) العالمية، مطبعة محمد، قم.
2- الإمام الحسين (ع)، السيد محمد باقر الحكيم، (د.ط)، 2008م، مؤسسة تراث الشهيد الحكيم، مطبعة العترة الطاهرة، النجف الأشرف.
3- الثورة الحسينية خصائص ومرتكزات، السيد علي الخامنئي، ط/1، 2001م، معهد سيد الشهداء، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
4- الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، إسماعيل بن حماد الجوهري، تح: أحمد عبد الغفور عطار، ط/4، 1987م، اللناشر: دار العلم للملايين، بيروت – لبنان.
5- الكافي، الشيخ الكليني، تح: علي أكبر غفاري، ط/3، 1388 ه ، دار الكتب الإسلامية، مطبعة حيدري.
6- المنبر الحر، الشيخ عبد الحميد المهاجر، ط/1، 2008م ، الناشر: عاشوراء، قم المقدسة، مطبعة معراج.
7- النهضة الحسينية بين مقتضيات الواقع الاجتماعي والقيام بالواجب الشرعي، من محاضرات الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي، ط/1، 2013م، منشورات بيت الحكمة الثقافي.
8- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ط/2، 1403هـ ، مؤسسة الوفاء، بيروت- لبنان.
9- تحف العقول عن آل الرسول (ص)، ابن شعبة الحراني، تح: علي أكبر الغفاري، ط/2، 1404ه، مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين.
10- حياة الإمام الحسين بن علي (ع) دراسة وتحليل، الشيخ باقر شريف القرشي، ط/2، 2008م، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، العراق- كربلاء المقدسة.
11- رؤى عن نهضة الإمام الحسين (ع)، السيد محمد الحسيني الشيرازي، ط/9، 2004م، دار صادق للطباعة والنشر، العراق- كربلاء المقدسة.
12- شرح الأخبار، القاضي النعمان المغربي، تح: السيد محمد الحسيني الجلالي، ط/2، 1414ه، مطبعة مؤسسة النشر الإسلامي، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.
13- صحيفة الحسين (ع)، جمع الشيخ جواد القيومي، ط/1، 1374 ش، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.
14- عاشوراء دروس وعبر، من محاضرات السيد صادق الحسيني الشيرازي، (د.ط)، (د.ت)، مؤسسة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).
15- على خطى الحسين (ع)، الدكتور أحمد راسم النفيس، ط/1، 1997م ، الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، مطبعة: فروردين.
16- مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي، تح: الشيخ حسن بن علي النمازي، (د.ط)، 1418م، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.
17- موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع)، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع)، ط/3، 1995م، الناشر: دار المعروف للطباعة والنشر.
18- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ط/1، (د.ت)، الناشر: دار الحديث، مطبعة دار الحديث.
19- وسائل الشيعة، الحر العاملي، تح: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، ط/2، 1414ه، الناشر: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث بقم المشرفة، مطبعة : مهر – قم.
[1] - ينظر: أدب الشريعة الإسلامية، د. محمود البستاني: 217-218.
[2] - ينظر: مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي: 8/207.
[3] - مستدرك سفينة البحار: 8/207.
[4] - على خطى الحسين (ع)، د. أحمد راسم النفيس: 62.
[5] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع)، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع): 602.
[6] - تحف العقول عن آل الرسول (ص)، ابن شعبة الحرّاني: 245.
[7] - الصحاح، الجوهري، (صبب): 1/161.
[8] - شرح الأخبار، القاضي النعمان المغربي: 3/150.
[9] - ينظر: الصحاح: (خسس): 3/922.
[10] - تحف العقول عن آل الرسول (ص): 245.
[11] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 397.
[12] - تحف العقول عن آل الرسول (ص): 245.
[13] - تحف العقول عن آل الرسول (ص): 314.
[14] - بحار الأنوار، العلامة المجلسي: 67/176.
[15] - صحيفة الحسين (ع)، جمع الشيخ جواد القيومي: 308-310.
[16] - صحيفة الحسين (ع): 308.
[17] - المصدر نفسه: 243.
[18] - الكافي، الشيخ الكليني: 5/12.
[19] - وسائل الشيعة، الحر العاملي: 15/163.
[20] - المائدة: 63.
[21] - المائدة: 78-79.
[22] - المائدة: 44.
[23] - التوبة: 71.
[24] - تحف العقول عن آل الرسول (ص): 237.
[25] - آل عمران: 104.
[26] - ميزان الحكمة، محمد الريشهري: 2/884.
[27] - ينظر: حياة الإمام الحسين (ع)، الشيخ باقر شريف القرشي: 1/ 112-113.
[28] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 354.
[29] - ينظر: الإمام الحسين (ع)، السيد محمد باقر الحكيم: 37.
[30] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 458.
[31] - بحار الأنوار: 44/382.
[32] - ينظر: المنبر الحر، الشيخ عبد الحميد المهاجر: 164.
[33] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 407.
[34] - الإمام الحسين (ع): 142-149.
[35] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 438.
[36] - البقرة: 205.
[37] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 438.
[38] - ينظر: النهضة الحسينية، الشيخ عبد الهادي الفضلي: 44-45.
[39] - ينظر: الثورة الحسينية خصائص ومرتكزات، السيد علي الخامنئي: 81.
[40] - ينظر: رؤى عن نهضة الإمام الحسين (ع)، السيد محمد الحسيني الشيرازي: 14.
[41] - ينظر: عاشوراء دروس وعبر، السيد صادق الحسيني الشيرازي: 55-56.
[42] - المصدر نفسه: 336-338.
[43] - ينظر: رؤى عن نهضة الإمام الحسين (ع): 10.
[44] - الطلاق: 3.
[45] - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): 615.
[46] - المصدر نفسه: 479.
[47] - المصدر نفسه: 501.